حبيب فضل المولي/من يصنع القرار ..في هذا البلد

.من Habib Hamed Mtgil‏ في 17 يونيو، 2011‏، الساعة 10:44 مساءً‏‏.

ظل في البادية

حبيب فضل المولي

من يصنع القرار.؟

ربما تعود الي مخيلتي تلك الجملة الاستفهامية التي اطلقها الروائي والاديب العالمي الطيب صالح .وهو يتسائل في ذهول .من اين اتي هؤلاء ؟ وقت ان كانت الانغاذ في سنواتها الاولي بكرا لم تشخ .فالروائي كان مزهولا لجحافل المهاجرين السودانيين الذين يغزون دول المهجر غربا وشرقا بحثا عن خدمة افضل من التي في اوطانهم مع بداية عهد الانغاذ لكأنما امرا اضطراريا دفع بهذه الجحافل الي الخارج. الصورة لعلها ترتبط بقضية الاطباء الذين سجلوا رقما قياسيا في الاحتجاج علي ظروفهم الوظيفية والعملية بالدولة .والخبر الطريف جدا و الذي حملتة الصحف الايام الماضية ان وزارة الصحة ولاية الخرطوم ابتعثت اطباء للتخصص في مجالات الطب المختلفة وبعد تلقيهم التدريب وتخصصهم رفضوا العوده الي الولاية والعمل فيها الوزارة اوقفت عشرة طبيب من بين 57 بعثت بهم .ولوحت باجراءات قانونية تستعيد بها ما انفق من اموال علي الاطباء الكرام . وهذا الحدث يضعنا امام واقع الخدمة المدنية بالدولة والتي تحتاج الي جراحة كبري توقف سرطانها الذي ينتشر في كل مكان واستغرب ايما استغراب وغيري كثر عندما نتابع تصريحات نائب الرئيس علي عثمان في تاكيده علي التزام الحكومة بالقضاء علي اشكال الظلم والفساد وهناك المئات والالاف الذين يحتجون علي تظلمهم داخل الخدمة المدنية وهو ما يجعلنا نبحث عن قاسم مشترك بين ما يصرح به نائب الرئيس وما يجري علي ارض الواقع ففي الوقت الذي تطالب الدولة الموظفين في الخدمة المدنية بالاذعان الي منهجها وقانون العمل هي نفسها تخالف قوانين العمل ومنهجيتة وذلك موجود بيننا وفي مؤسساتنا .وليس بعيدا عنا قصة استقالة الدكتور ازهري التجاني وزير الارشاد ومدير هيئة الحج والعمرة احمد عبد الله والذي طالب البرلمان وفقا لمعطيات سابقة الي التحقيق في امرة الهيئة التي يشغل الرجل فيها منصب المدير العام .السيد وزير الارشاد راي استخدام صلاحياته من موقع كونه وزيرا من حقة ان يصدر ما يراه مناسب وفقا للمسؤلية الادارية والتي يتضح تماما انها لا تسير وفق المنهج الهرمي المتعارف علية في ان تنزل القرارات من اعلي الي اسفل بل عندنا في هذا البلد ايها الساده يمكننا ان نقود (الجمل من الخلف) وهو المثل الذي يضربه اهلنا في بقاع مختلفة من السودان متدهور الاطراف وما قصة مدير الهيئة الا نموزجا لحلات كثر تجري داخل مؤسساتنا ولا يستطيع كائن من كان ان يفعل شيئا . فالجميع عندنا في هذا البلد محمي بسلطة القصر وصلاحيات اخري .وقد لا تفاجأ اذا اقسم عليك خفير او حرس او بواب في مكان ما انه يسطيع ان يفعل لك ما يريد .لانه من المقربين للمسؤل الفلاني وبالتالي من الطبيعي ان يهاجر الاطباء ويرفضون العوده الي الوطن وغيرهم من الكفاءات . فكم لله من ساخط علي الخدمة العامة والمؤسسات التي تحولت شلليات في الوقت الذي يتجه فيه العالم الي الشفافية والوضوح والمؤسسية فكيف لنا ان نقضي علي الفساد ونحن لانزال نتحدث بلغة الشلليات والمحسوبيات والمجوعات زات المصالح الضيقة فالصحابة انفسهم كانوا يعدلون عن قراراتهم اذا خالطها الخطأ دعك ممن يمشون بين الناس بزنوبهم . ما نحتاجة سادتي في هذا البلد من اجل خدمة مدنية متطورة ونقية ومؤسسه لا يحق فيها الا الحق ولا تسود فيها غير القوانين هو ان نزيل منطق البطانة والحاشية الفاسده وقريبي وقريبك ..ورجالي ورجالك وان لم نفعل ..ولن نفعل ..علينا ان نستعد لمحاسبة كبري في الدنيا والاخرة معنا فالطوفان ليس ببعيد